لطالما اشتهرت لوكسمبورغ بكونها مركزًا ماليًا دوليًا رائدًا، حيث تحظى بتقدير كبير لاستقرارها وموقعها الاستراتيجي وبيئتها المواتية للأعمال. وفي خطوة حاسمة لتعزيز مكانتها على الساحة العالمية، وافق برلمان لوكسمبورغ على حزمة شاملة من التدابير الضريبية في ديسمبر/كانون الأول، ومن المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في 1 يناير/كانون الثاني 2025. صُممت هذه الإصلاحات بشكل استراتيجي لتعزيز القدرة التنافسية للبلد، وتحفيز النمو الاقتصادي، وجذب المواهب من الدرجة الأولى، وزيادة جاذبيتها للمستثمرين الدوليين والشركات المالية. دعنا نتعمق في تفاصيل هذه التغييرات المهمة.
خفض ضريبة دخل الشركات
يتمثل أحد أبرز التغييرات في تخفيض ضريبة دخل الشركات (CIT). وإدراكًا لأهمية الحفاظ على الميزة التنافسية، تقوم لوكسمبورج بتخفيض معدل ضريبة الدخل على الشركات بنقطة مئوية واحدة. بالنسبة للشركات التي يزيد دخلها الخاضع للضريبة عن 200,000 يورو، سينخفض المعدل من 17% إلى 16%، وبذلك ينخفض معدل الضريبة الإجمالي من 24.94% في عام 2024 إلى 23.87% في عام 2025. ستستفيد الشركات الصغيرة أيضًا من هذا التغيير، حيث سينخفض معدل ضريبة الدخل من 15% إلى 14%، مما يؤدي إلى معدل ضرائب إجمالي يبلغ 21.73% في عام 2025، مقارنةً بـ 22.80% في عام 2024. تعمل هذه الخطوة الاستراتيجية على مواءمة لوكسمبورغ مع متوسط منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، مما يشير إلى التزامها بالبقاء وجهة جذابة للشركات الدولية.
تبسيط نظام الوافدين
لوكسمبورغ بالدور الحاسم في جذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها، لا سيما في القطاع المالي المزدهر. ولتحقيق هذه الغاية، تقدم البلاد نظاماً ضريبياً مبسطاً وميسراً للوافدين، مما يجعلها أكثر جاذبية للمهنيين المؤهلين تأهيلاً عالياً للانتقال إلى لوكسمبورغ. وقد شهد القطاع المالي نمواً كبيراً في لوكسمبورغ على مدار العقد الماضي، حيث يستحوذ الآن على جزء كبير من صناديق الاستثمار البديلة في أوروبا. ولدعم الشركات في جهودها للتوظيف، تقدم الحكومة نظاماً جذاباً للغاية للوافدين. فابتداءً من 1 يناير، سيتمكن المغتربون من التمتع بإعفاء ضريبي بنسبة 50% على أول 400,000 يورو من إجمالي تعويضاتهم السنوية لمدة ثماني سنوات. يمكن لهذا الإعفاء الضريبي الكبير أن يحسن بشكل كبير من الآفاق المالية للوافدين العاملين في لوكسمبورغ.
تعزيز نظام تقاسم الأرباح
إدراكًا من لوكسمبورغ أن الاحتفاظ بالمواهب لا يقل أهمية عن استقطابها، تعمل لوكسمبورغ على تعزيز نظام تقاسم الأرباح لتعزيز ولاء الموظفين وتحفيز الأداء المتميز. اعتبارًا من عام 2025، سيرتفع الحد الأقصى للمكافأة من 25% إلى 30% من إجمالي الراتب السنوي للموظف، ويمكن للشركات الآن توزيع ما يصل إلى 7.5% من أرباح العام السابق، بدلاً من 5% الحالية. سيستفيد الموظفون من إعفاء ضريبي بنسبة 50% على مكافآتهم، مما يخلق حافزاً قوياً للشركات لمكافأة العمل الجاد وتعزيز ولاء الموظفين. يمكن أن يعزز هذا التحسين من الروح المعنوية ويساهم في زيادة مشاركة وإنتاجية القوى العاملة.
تقديم مكافأة للموظفين الشباب
تكرس لوكسمبورغ جهودها لرعاية الجيل القادم من المواهب المالية، بما يتماشى مع المكافأة المعفاة جزئياً من الضرائب على تكاليف السكن التي تم تقديمها في صيف 2024. سيتم إضافة مخطط جديد لزيادة دعم المهنيين الشباب في بداية حياتهم المهنية. اعتبارًا من 1 يناير 2025، يمكن للموظفين الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا والذين يوقعون أول عقد عمل دائم في لوكسمبورغ الحصول على مكافأة يمنحها صاحب العمل تتراوح بين 2,500 يورو إلى 5,000 يورو، حسب الراتب. تستفيد هذه المكافأة من إعفاء ضريبي بنسبة 75%، مما يضمن حصول المهنيين الشباب على المزيد من الأرباح أثناء بدء حياتهم المهنية. تتناقص المكافأة التأهيلية بناءً على الراتب ولا تُمنح بعد ذلك مقابل تعويض سنوي إجمالي يتجاوز 100,000 يورو. وقد صُممت هذه المبادرة لجذب المهنيين الشباب ومنحهم بداية قوية لحياتهم المهنية في لوكسمبورغ.
إلغاء ضريبة الاشتراك لصناديق المؤشرات المتداولة النشطة
وباعتبارها المركز الأول في أوروبا لتوزيع الصناديق العالمية، تحتل لوكسمبورغ باستمرار موقع الصدارة في مجال الابتكار. وللاستفادة من الطلب المتزايد على صناديق المؤشرات المتداولة المُدارة بنشاط وتعزيز صناعة الصناديق في لوكسمبورغ، ستلغي لوكسمبورغ ضريبة الاشتراك على صناديق المؤشرات المتداولة النشطة بدءًا من 1 يناير 2025. تضمن هذه الخطوة الاستراتيجية أن جميع صناديق المؤشرات المتداولة في لوكسمبورغ – النشطة والسلبية على حد سواء – ستستفيد الآن من الإعفاء الكامل من ضريبة الاشتراك. ومع وجود جميع مديري الأصول العالميين الرئيسيين الذين يعملون بالفعل في لوكسمبورغ، فإن هذا الإصلاح، إلى جانب الخبرة الحالية، يضع البلد في وضع يسمح لها بالاستحواذ على حصة سوقية كبيرة في هذا القطاع سريع النمو.
التأثير والتوقعات
ومن المتوقع أن تزيد هذه التدابير مجتمعةً من جاذبية لوكسمبورغ بشكل عام وترسخ دورها كقاعدة عمليات مستقرة ومصنفة AAA في الاتحاد الأوروبي للشركات العالمية ومركزًا للتميز للمؤسسات المالية الرائدة في العالم. من خلال التعديل الاستراتيجي لسياساتها الضريبية، تشير لوكسمبورغ إلى التزامها بالابتكار واكتساب المواهب والنمو الاقتصادي طويل الأجل. ومن شأن هذه الإصلاحات أن تعزز مكانة لوكسمبورغ كوجهة رئيسية للأعمال التجارية والمالية الدولية في السنوات القادمة.
تدعم داماليون رواد الأعمال والمجموعات الاستثمارية والعائلات الذين يسجلون شركاتهم التجارية في لوكسمبورغ. كما نوفر أيضاً مديرين محليين مقيمين. يرجى الاتصال بخبير Damalion الخاص بك الآن .
لا يُقصد من هذه المعلومات أن تكون بديلاً عن مشورة ضريبية أو قانونية فردية محددة. نقترح عليك مناقشة وضعك المحدد مع مستشار ضريبي أو قانوني مؤهل.